-->

المثلث الديداكتيكي 

المثلث الديداكتيكي هو ذلك المثلث الذي يعبر عن الوضعية التعليمية باعتبارها نسقا يجمع بين ثلاثة أقطاب غير متكافئة هي: تلميذ، مدرس، معرفة. وما يحدث من تفاعلات بين كل قطب من هذه الأقطاب في علاقته بالقطبين الآخرين.
تهتم الديداكتيك بدراسة وتحليل القضايا والظواهر التي تفرزها هذه التفاعلات.

1- المحور الممثل للعلاقة: تلميذ - معرفة (البعد السيكولوجي):

يهتم هذا المحور بآليات اكتساب التلميذ للمعرفة  l'appropriation du savoir، وما قد يحول دون هذا الاكتساب من عوائق وصعوبات (كيف يبني التلميذ تعلماته؟ يعيد استعمالها؟ يوظفها؟).
مجال البحث على مستوى هذا المحور يهتم أيضا بتمثلات المتعلمين عن مختلف المعارف وما ينتج عنها من صراع معرفي/عقلي Conflit cognitif لحظة بناء تعلمات جديدة...

2- المحور الممثل للعلاقة: مدرس - معرفة (البعد الابستمولوجي): 

يعتبر هذا المحور هو المجال المفضل للبحث الديداكتيكي، إذ يتم الاهتمام على هذا المستوى بالمعرفة التي ينبغي تدريسها: مفاهيمها، مواضيعها، مرجعيتها، تنظيم عملية تدريسها... بعبارة أشمل كيفية إعادة بناء المعرفة العالمة Savoir savant وتقديمها في شكل مناهج وبرامج (معرفة مدرسية قابلة للتدريس Savoir à enseigner) مما أسهم في إنتاج جهاز مفاهيمي من قبيل النقل الديداكتيكي Transposition didactique، المفهمة Conceptualisation...

3- المحور الممثل للعلاقة: مدرس - تلميذ (البعد البيداغوجي):

على هذا المستوى ينصب الاهتمام على:

المثلث الديداكتيكي ل Yves chevallard 

https://modawanaty91.blogspot.com/2020/07/triangle-didactique.html

حسب Y. chevallard يمكن التعبير عن النسق الديداكتيكي بمثلث تتواصل فيه ثلاثة أقطاب هي: المدرس والتلميذ والمعرفة (المادة الدراسية)، إلا أن هذا التفاعل يتم التركيز فيه على علاقة هذه الأقطاب بالمعرفة، أي على ما يمكن نعته بالأبعاد الثلاثة لموضوع الديداكتيك.
  • البعد الإبستمولوجي (انظر ما قلناه أعلاه بشأن العلاقة :مدرس - معرفة).
  • البعد السيكولوجي (انظر ما قلناه أعلاه بشأن العلاقة : متعلم - معرفة).
  • البعد البيداغوجي (انظر ما قلناه أعلاه بشأن العلاقة: مدرس- متعلم).

المثلث البيداغوجي ل Jean Houssaye

https://modawanaty91.blogspot.com/2020/07/triangle-didactique.html

يعتبر J.Houssaye أن الفعل التعليمي هو عبارة عن عملية تفاعل بين كل من المدرس والمتعلم والمعرفة (المادة الدراسية)، إن هذه العناصر -حسب تعبيره- تمثل براديغم المثلث البيداغوجي، ويتوقف نجاح العملية التعليمية التعلمية على مدى توسيع شبكة التفاعل والتواصل كميكانيزم بيداغوجي يجعل المدرس يتخلى عن دوره التلقيني للمعرفة بالتحول إلى موجه ومنشط للمعرفة، ويتم كل ذلك في إطار عقد ديداكتيكي يحترم مجموعة التزامات تتم بين المدرس والمتعلمين.
فحسب J.Houssaye يفرق المثلث بين ثلاث سيرورات بيداغوجية ممكنة وهي:
  • سيرورة التعليم: هي التي يمثلها محور العلاقة مدرس - معرفة.
  • سيرورة التعلم: هي التي يمثلها محور العلاقة متعلم - معرفة.
  • سيرورة التكوين: هي التي يمثلها محور العلاقة مدرس - متعلم.
فلما تكون سيرورة التعليم هي السائدة في العلاقة بين الأقطاب الثلاث نكون أمام نموذج تدريسي يركز على المحتوى المعرفي يعتمد على طرق التلقين وهذا النموذج حسب J.Houssaye لا يزال سائدا في جامعاتنا ومدارسنا ويجب تجاوزه من أجل الانتقال إلى السيرورة التعلمية التي يتم فيها التركيز على التعلم لا التعليم، لأن ذلك سيكون أكثر نجاعة في جعل المتعلم يساهم في بناء تعلماته.

كل ما يخص التربية والتعليم
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع الملتقى التربوي .

جديد قسم : الديداكتيك

  1. سلام ۈعـْليگمٌ-ٱلسّلٱمّ:ﯙرحـّمَة ٱللـّہ ۈبٌرگـّاتہ لدي عرض موضوعه. المثلث الديداكتيكي ممكن مراجع عليه. او اي فكرة وشكرا.

    ردحذف