-->
https://modawanaty91.blogspot.com/2020/07/transposition-didactique.html

النقل الديداكتيكي  la transposition didactique

1- تعريف النقل الديداكتيكي من منظور G.Arsac:

النقل الديداكتيكي حسب G.Arsac، "هو مجموع التحولات التي تطرأ على معرفة معينة في مجالها العالم (Savoir savant)، من أجل تبسيطها وتحويلها إلى معرفة قابلة للتدريس."

 2- تعريف النقل الديداكتيكي من منظور Yves Chevallard:

يعتبر Yves Chevallard أن النقل الديداكتيكي هو:" العمل الذي نقوم به عندما نحول معرفة عالمة (Savoir savant) إلى معرفة قابلة للتدريس مع مقاربة ما يحدث للمعرفة العالمة أثناء هذه العملية."

وفق هذين التعريفين، فالنقل الديداكتيكي هو عمل انتقائي يتمثل في إعادة تصنيف وتنظيم (إعادة هيكلة) المعرفة المستقاة من التخصصات العلمية المختلفة (معرفة يتم تداولها من طرف المختصين) بهدف تحويلها إلى معرفة تلائم وتناسب مقتضيات الفعل التعليمي - التعلمي.
استعمل هذا المفهوم لأول مرة في ديداكتيك الرياضيات مع Yves Chevallard، الذي ألف كتابا تحت عنوان ( النقل الديداكتيكي: من المعرفة العالمة إلى المعرفة المدرسة la transposition didactique du savoir savant au savoir enseigné, (Grenoble, la pensée sauvage (1991)، ولم يلبث أن تعمم استعماله لاحقا في ديداكتيك المواد الأخرى.
تبرز الدراسات أن تعرض المعرفة العالمة لعملية النقل الديداكتيكي، أي تحويلها إلى مادة دراسية قابلة للتدريس، يغير بعمق من طبيعة هذه المعرفة، فتصبح معرفة مغتربة عن أصولها. وفي هذا الصدد يؤكد J.Verret في كتابه (Le temps des études (1975، أن تحويل معرفة ما وجعلها قابلة للتعلم يعرضها ل:
  • تجاوز الطابع الشخصي للمعرفة Dépersonnalisation du savoir.
  • التجرد من سياقها Décontextualisation du savoir.
  • القابلية للبرمجة   Programmabilité du savoir.
  • الإشهار والترويج Publicité du savoir

أما Y. Chevallard فيوضح في كتابه الذي سبق ذكره أعلاه، إلى أن المعرفة أثناء تحويلها من معرفة عالمة إلى معرفة قابلة للتدريس، تمر بعدة مسارات.

3- مسارات المعرفة خلال عملية النقل الديداكتيكي:

  • المعرفة العالمة: Savoir savant هي المعرفة التي أنتجها الباحثون المختصون، فهي غير قابلة للتدريس وفق شكلها الأصلي، إذ يصعب إدراكها من طرف المتعلم، لذا تستدعي المقتضيات التعليمية نقلها من إطارها العالم إلى إطار ديداكتيكي، إلا أن عملية النقل هاته تؤثر على قيمة هذه المعرفة.
  • المعرفة المدرسية: هي المعرفة المراد تدريسها أي تحويل المعرفة العالمة إلى مناهج منتظرة تحدد الغايات والأهداف التعليمية، وتعمل البرامج التعليمية والكتب المدرسية ووثائق التوجيهات التربوية والمذكرات الوزارية على الترجمة الإجرائية لمقتضياتها.
  • المعرفة المدرسة: Savoir enseigné تتمثل فيما يقدمه المدرس لمتعلميه داخل القسم اعتمادا على المعرفة المدرسية (المنهاج الدراسي، الكتب المدرسية، التوجيهات التربوية، المذكرات الوزارية، الملتقيات التربوية والتكوينية...).
  • المعرفة المكتسبة: Savoir acquis أي المعرفة التي اكتسبها المتعلم، وهي معرفة لا تعكس بالضرورة ما درسه الأستاذ، حيث أن المتعلم في محاولته لاستيعاب المعرفة المدرسة من طرف المدرس، يمارس بدوره عملية ذهنية على ما يتلقاه، أي أنه يؤول ويعيد تنظيم مكتسباته وفق تصور جديد.

ولكي يشمل النقل الديداكتيكي المواد التي لا تتوفر على مرجعية في المعرفة العالمة مثل الإعلاميات والتكنواوجيا والتربية الفنية والتكوين المهني...، اقترح كل من (F.Martinand (1986  و (M. A. Joshua (1996 تمديد مفهوم النقل الديداكتيكي ليشمل المعارف الخبرة (Savoirs experts) والممارسات المرجعية (Pratiques de références).
كل ما يخص التربية والتعليم
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع الملتقى التربوي .

جديد قسم : الديداكتيك