التعلم Learning
ولا شك أن هذا الموضوع يعد من أهم المواضيع التي تهم المعلمين والمتعلمين باعتباره حجر الزاوية في العملية التعليمية التعلمية.
1) تعريف التعلم Learning definition:
يتعلم الفرد طرقا جديدة في التفكير والشعور، وطرقا جديدة في التكيف مع بيئته، ويتضمن التعلم اكتساب سلوك جديد أو تعديل السلوك القديم. إن وجه الشبه الرئيسي بين مختلف مواقف التعلم هو أن سلوك الإنسان تطرأ عليه تغيرات معينة شبه دائمة نتيجة الخبرة أو الممارسة أو التدريب.
وقد اختلف علماء النفس في وضع تعريف محدد للتعل، نظرا لصعوبة ملاحظة التعلم مباشرة، كما يرجع أيضا إلى اختلاف اهتمامات علماء النفس بمجالات التعلم.
2) مفهوم التعلم من وجهات نظر مختلفة:
فقد عرف آرثر جيتس وآخرون التعلم بأنه:" تعديل السلوك عن طريق الخبرة والمران."
كما عرفه جيتس في موضع آخر بأنه تغير في السلوك له صفة الاستمرار والديمومة، ويتضمن بذل جهد متكرر حتى يصل الفرد إلى استجابة ترضي دوافعه وتحقق غاياته.
ويعرف ماك كونل McConnel التعلم بأنه: "التغير المضطرد في السلوك الذي يرتبط بالمواقف المتغيرة التي يوجد فيها الفرد، وبمحاولات الفرد المستمرة للاستجابة لها بنجاح"، هذا يعني أن: "التعلم هو نتاج التفاعل بين المتعلم والموقف التعليمي، كما يعني أن الهدف من عملية التعلم هي مزيد من التوافق بين الفرد وبيئته."
ويعرف ماركس التعلم بأنه: "عبارة عن عملية الملائمة التي يقوم بها الكائن الحي كاستجابته لمثيرات نوعية في البيئة الخارجية."
كما يعرف كروتباك وبيروجونز وسيميسون، التعلم:" بالتغير في السلوك كنتيجة للممارسة."
ويعرف أبو علام التعلم بأنه: "تعديل في السلوك أو تغير في الأداء نتيجة الخبرة أو التدريب". كما عرفه أنور الشرقاوي بأنه: "عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد نسبيا نتيجة الممارسة ويظهر في تغير الأداء لدى الكائن الحي."
وعرف جريجوري كمبل التعلم على أنه: "تغير شبه دائم في سلوك معين نتيجة للممارسة المعززة". وهذا التعريف يعد تعريفا دقيقا لأنه فسر حدوث التعلم وكيفية ملاحظته.
ويعرف التعليم عموما، على أنه تغير شبه دائم في سلوك الفرد، ولا يمكن ملاحظته مباشرة ولكن يستدل عليه من أداء الفرد، وينشأ نتيجة الممارسة.
والتعلم عملية عقلية معقدة تنطوي على عدد من العمليات مثل: الانتباه، الادراك، التفكير، التذكر، فهم العلاقات، الأفكار.
بينما ترى النظرية التربوية التعلم بمفهوم التفكير الذي يتطلب استعمال معرفة سابقة واستراتيجيات خاصة لفهم الأفكار في نص ما، وفهم عناصر المسألة باعتبارها كلية واحدة. وتفترض هذه النظرية أن المدارس تحدث أثرا في التعلم، وأن عدم تحصيل المتعلمين يمكن تعديله من خلال توفير خبرات تدريسية ملائمة، وتعليمهم كيفية مراقبة أدائهم وسيطرتهم عليه.
ويرى آخرون أن هناك ست فرضيات عن التعلم مستندة إلى نتائج البحث التربوي، وأن هذه الفرضيات تشكل المفهوم الجديد للتعلم، ولها أثر حاسم في الكيفية التي ينفذ بها التدريس، وهذه الفرضيات هي:
1- التعلم: موجه بالهدف.
2- التعلم: ربط معلومات جديدة ببنى سابقة.
3- التعلم: تنظيم للمعلومات.
4- التعلم: اكتساب ذخيرة من البنى المعرفية.
5- التعلم يتأثر بالنماء.
6- التعلم يتم عبر مراحل.
والتعلم الموجه بالهدف يعني أن المتعلم يبذل قصارى جهده لبلوغ هدف يتمثلان في فهم معنى المهمات التي بين يديه وضبط تعلمه.
ويعتقد الباحثون في مجال التربية أن المعلومات المخزنة في الذاكرة على شكل بنى معرفية تسمى مخططات، ويمثل المخطط الواحد جملة ما يعرفه المتعلم عن الموضوع، وهي شديدة الترابط وذات صفات حيوية، تتيح للمتعلم أن يقوم بأنواع مختلفة من النشاط المعرفي الذي يتطلب الكثير من التفكير والتخطيط مثل الاستدلال والتقييم.
ويعتبر تنظيم المعرفة عبارة عن تركيب الأفكار والمعلومات في بنى منظمة وموحدة. أما فيما يخص ما وراء المعرفة فالمتعلم يعي ويدرك المهارات والاستراتيجيات الخاصة التي يستعملها في التعلم ويسمى هذا النشاط بالإدراك فوق المعرفي للتعلم.
وخلاصة القول أن التعلم لا يحدث مرة واحدة وإنما يحدث على شكل دفعات في مراحل متلاحقة، تبدأ بمرحلة التحضير وذلك بتنشيط معرفته السابقة، ثم مرحلة المعالجة المباشرة المضبوطة التي تتميز بتقييم المعرفة الجديدة ودمجها وفق المعرفة السابقة. وأخيرا مرحلة التعزيز والتوسع ضمن عملية الإدراك الكلي للمعنى وإدماجه في المخزون المعرفي السابق، والقيام بإيجاد الروابط بين المعرفتين والتأكد منها.
تعليقات: 0
إرسال تعليق