الآثار الديداكتيكية أو الانزلاقات الديداكتيكية
تعرفنا في مقالة سابقة مفهوم العقد الديداكتيكي ومميزاته ومراحله...وفي هذه المقالة سنتعرف بإذن الله عن مجموع الآثار أو الانزلاقات الديداكتيكية للتعاقد الديداكتيكي.
فبعد وضع عقد ديداكتيكي بين المدرس والمتعلمين يمكن أن تنتج عنه عدة انحرافات سواء بشكل صريح أو ضمني بين الطرفين وهي كما يلي:
1- أثر طوباز Effet Topaze:
ويتجلى في الحالة التي يقف فيها المتعلم أمام صعوبة ما تعترض مواصلته لحل مشكلة ما، ويقتضي الأمر أن يواجه تلك الصعوبة في حينها، ولكنه عوض ذلك قد يتلقى مساعدة حاسمة من طرف المدرس، الشيء الذي يفوت عليه فرصة بلوغ مستوى أعلى من التعلم.لذلك فكل مدرس مدعو إلى الانتباه إلى هذا الأثر، وأن يتعامل بوعي مع المتعلمين حتى لا يخرق العقد الديداكتيكي الذي يجمعه بهم.
2- أثر جوردان Effet Jourdain:
وهو عبارة عن سوء تفاهم عميق، بحيث يحدث أحيانا أن يتفادى المدرس عنوة كل نقاش مع المتعلمين حول معلومة أو مفهوم معين، ويكتفي بأن يتقبل أدنى مؤشر سلوكي صادر عنهم، معتبرا إياه دليلا على الفكرة المطلوبة أو عن العمق المنشود في المناقشة حتى وإن كان ذلك المؤشر عاديا ولا يحتمل التأويل الممنوح له.وقد يتجلى هذا الأثر أيضا عندما يعتبر المدرس أن إشارة بسيطة يبديها المتعلم، دليل على فهمه واستيعابه لما يقال.
3- الانزلاق الميتامعرفي:
قد لا يستطيع المدرس أحيانا إبلاغ ما يريد إبلاغه للمتعلمين، فيعجز بالتالي عن دفعهم نحو تحقيق الهدف المتوخى، فيلجأ كتعويض عن فشله إلى تبريرات متعددة، كأن ينتقل إلى مواضيع أخرى مستبدلا بها ذللك الموضوع الذي يشكل المحور الفعلي للدرس، أو قد يركز شرحه على طريقة أو تقنية معينة ويتوقف عندها كبديل عن ذلك الموضوع بأكمله.4- الاستعمال المفرط للمماثلة:
لا خلاف على أن المماثلة تعتبر من "التقنيات" الجديدة في الشرح والتفسير.إلا أن الاستعمال المفرط للمماثلة على صعيد العقد الديداكتيكي، أمر غير مفيد.
5- شيخوخة الوضعيات التعليمية:
أثر الزمن والتغير المستمر للبرامج والمناهج، قد يقود إلى نوع من التقادم في الدروس إلى حد قد يصبح معه المدرس غير قادر على إعادة إنتاج نفس الدرس بنفس الطريقة. وهذا الإحساس بالتقادم أو ربما حتى التقادم الفعلي، يطرح إشكالية ديداكتيكية أساسية خاصة إذا انتبهنا إلى أن بعض التغييرات التي تطرأ على المناهج قد لا تمليها ضرورات تربوية بقدر ما تترجم نوعا من اتباع الموضة.6- تأثير بيجماليون:
هو الأثر الذي تحدثه الآراء المسبقة والأحكام القبلية للمدرسين على تحصيل المتعلمين.فعندما يتبرمج ذهن المدرس على أن التلميذ الفلاني جيد، فغالبا ما تكون نتائج تقويمه لهذا التلميذ جيدة، وعندما يتبرمج ذهنه على خلاف ذلك، تكون نتائج التقويم سلبية.
والنتيجة إذًا: أنه
كلما كان رأي المدرس إيجابيًّا، عَمِلَ على تعزيز موقف التلاميذ، من خلال حركاته
وملامحه، وكلامه وتوقُّعاته، وأسلوب تعامُله معهم.
تعليقات: 0
إرسال تعليق