الفرق بين البيداغوجيا والديداكتيك
إذا كانت البيداغوجيا هي ذلك المجال الذي يهتم بدراسة مختلف التفاعلات التي تتم بين المدرس ومتعلميه، فإن الديداكتيك تهتم على الخصوص بالمادة الدراسية، من حيث طبيعتها وبنيتها، وكذا بأهدافها وبكيفية بناء وتنظيم وضعيات تعلمها.
وعلى هذا الأساس يمكن تعريف ثلاث مفاهيم رئيسية وهي: التعليم، التعلم و العملية التعليمية التعلمية.
1- التعليم Teaching - Apprentissage:
التعليم هو عملية مقصودة يقوم بها المدرس لجعل المتعلم يكتسب معارف ومهارات ومواقف جديدة.
فما يميز التعليم إذا هو كونه عملية يمكن ملاحظتها، وكونه مقصود أي له هدف محدد يتمثل في إحداث تعلم أو تغيير في سلوك المتعلم.
يخضع التعليم لتقسيمات متعددة بحيث نجد:
- التعليم النظامي: وهو الذي يتم داخل مؤسسة المدرسة، ويطلق عليه أيضا التعليم المدرسي.
- التعليم غير النظامي: وهو أقل انضباطا من إجراءات التعليم النظامي، مثل محاربة الأمية.
كما يقسم التعليم من جهة أخرى إلى:
- تعليم عام: يتم فيه إكساب المتعلمين معارف وقدرات وقيم تمثل الثقافة المشتركة بين أفراد المجتمع.
- تعليم مهني: يهدف إلى إعداد أفراد مؤهلين لممارسة المهن المطلوبة في المجتمع.
ويقسم التعليم أيضا إلى مراحل أو مستويات: أولي - ابتدائي - ثانوي - عالي.
كما يقسم إلى تعليم عمومي وتعليم خصوصي...
2- التعلم: Learning - Apprentissage:
التعلم يعرف بكونه عملية عقلية داخلية (افتراضية)، أي أنه عملية غير ظاهرة في ذاتها وإنما يستدل على حدوثها من خلال نتائجها المتمثلة فيما يحدث من تغيير في السلوكات القابلة للملاحظة وبالتالي للقياس.
وتضيف بعض التعريفات أن هذا التغيير الذي يحدثه التعلم يجب أن يتصف ب:
- التقدم: أي أنه بالتعلم تقل الأخطاء ويتطور الأداء، وبالتالي يصبح التعلم معبرا عن تحسن في السلوك أكثر من كونه مجرد تغيير.
- الثبات النسبي: فليس المقصود بالتغيير ذلك الذي يزول بزوال مسبباته بل إن التعلم هو تغيير دائم نسبيا في سلوك الفرد معرفيا ومهاريا ووجدانيا وسلوكيا.
فالتعلم مجهود شخصي ونشاط ذاتي يصدر عن المتعلم ناته، وذلك بغية اكتساب معارف ومهارات وقدرات وتجارب وخبرات...
من العوامل المؤثرة في عملية التعلم هناك النضج والاستعداد والممارسة والتعزيز...
خلاصة: إذا كان المدرس يمارس التعليم فالمتعلم يمارس التعلم.
3- العملية التعليمية - التعلمية:
هي عملية يتم فيها التفاعل بين طرفين (مدرس ومتعلم)، لكل منهما أدوار يمارسها من أجل تحقيق أهداف تربوية، سواء على المستوى العقلي أو الوجداني أو الحسي الحركي. وتتضمن المراحل التالية:
- مرحلة التحضير والتخطيط: يتم فيها تحديد الأهداف والوسائل والطرائق والتقنيات.
- مرحلة الإنجاز: وتتضمن ما تم تنفيذه من استراتيجيات وأنشطة تعليمية وتعلمية، ودور كل من المتعلم والمدرس في تحقيق الأهداف.
- مرحلة تحديد وسائل وأدوات القياس والتقويم.
- مرحلة التقويم: يتم خلالها قياس مدى تحقق الأهداف المتوخاة، وبالتالي اقتراح خطط للدعم والمعالجة.
تعليقات: 0
إرسال تعليق