مفهوم التعاقد الديداكتيكي le contrat didactique : مميزاته وأهدافه ومراحله
التعاقد الديداكتيكي في معناه العام، وصف علاقات التفاعل الواعية وغير الواعية بين المدرس والتلاميذ التي تتعلق باكتساب المعرفة. و قد جاء بمقاربة جديدة انطلاقا من أعمال أخرى سبقته كالحوار التربوي والتعاقد البيداغوجي و التعاقد التربوي. أدت أعمال (G. Brousseau 1986) إلى التوطيد التدريجي لمقتضيات هذا المفهوم الديداكتيكي وذلك في حصر المسألة فيما يتعلق بالمعرفة.- ظهر مفهوم الديداكتيك في البداية في مجال ديداكتيك الرياضيات.
- ساهمت مجموعة من الأعمال السابقة في ظهور مفهوم التعاقد الديداكتيكي، منها:
- التعاقد التربوي Contrat éducatif :
أدرجه (L.
Bradford 1961)
و أبرز من خلاله أن:
العلاقة البيداغوجية تقوم على الإدراك
والتقويم والاستغلال لإمكانيات كل طرف.
- التعاقد البيداغوجي Contrat pédagogique :
- التعاقد البيداغوجي Contrat pédagogique :
أدرجته (J.
Filloux 1974)
و أوضحت أن:
التعاقد هو مجموع المعايير(علاقات داخل
القسم، أشكال العمل...) التي تحكم العلاقات بين المدرس و مجموعة
القسم.
1 - الدلالة الاصطلاحية لمفهوم
التعاقد الديداكتيكي:
يظهر أن
العقد الديداكتيكي عند
بروسو يجعل المعلم و المتعلم على نفس القدر من المسؤولية في الالتزام به :
علاقة تشاركية , نظام متبادل , بينما تكون مسؤولية المعلم عند البقية هي الطاغية.
4 - أهداف العقد الديداكتيكي:
1- الإخبار:
3- الضبط:
ويتعلق الأمر بتدبير سير الممارسة البيداغوجية ومراجعته من طرف المتعاقدين.
2 - مميزات التعاقد الديداكتيكي:
- المظهر الضمني:
- يحدد التعاقد الديداكيتكي بكيفية ضمنية، كل ما يلزم الأطراف
المتفاعلة في وضعية تعليمية -
تعلمية. يقول Chevallard
yves ”يبقى الجزء الضمني مهيمنا كلما بقينا
في إطار التعاقد الديداكتيكي، وتعتبر محاولة توضيح عناصر هذا التعاقد من الداخل
مستحيلة نظرا لأن الشفافية و التوضيح المبالغ فيهما في إطار التعاقد يؤديان لانهياره“.
- يجب تفادي أن يؤدي التصريح الكلي بعناصر
التعاقد لانهيار المهمة الفكرية المنتظرة من التلميذ، بحيث يصير المدرس بمثابة
أمر يعطي أوامر متتالية أو وصفات جاهزة
يسهل تنفيذها بشكل ميكانيكي من لدن التلاميذ.
المظهر
الضمني هو عدم التصريح ببنود العقد الديداكتيكي مثلا في بداية العام الدراسي يبدأ الاستاد بدرسه الأول دون الحديث عن البرنامج
الدراسي عن الأنشطة عن عمليات التقويم عن ما ينتظره من تلاميذه الجدد فكل ذلك
سيتم إيصاله للتلميذ بشكل ضمني مع الوقت.
- المظهر اللاتماثلي:
- التلاميذ ليست لهم سلطة اتخاذ القرار بشأن
وتيرة تدريس المادة.
- المدرس له سلطة داخل القسم (كم هائل من المعارف و المعلومات).
- المظهر المتناقض:
أفضى
تحليل بروسو لهذا الجانب إلى تمييز التعاقد الديداكتيكي بالمفارقات التالية:
- المدرس
ينتظر من التلميذ إنتاج إجابة غير متوفرة لديه(ضعف الإمكانيات المعرفية و العقلية)← تصريح المدرس بكل ما ينتظره من التلميذ ← تفويت الشروط المناسبة للتعلم(مبالغة
المدرس في التصريح بما ينتظره يحول دون الحصول عليه من التلميذ).
- عدم
إدلاء المدرس بأي عنصر يتعلق بنشاط حل مسألة أو تساؤل جديد← المجازفة تكمن في بقاء المسألة المطروحة
غريبة عن التلميذ و يصير نشاطه بدون جدوى← يضطر المدرس، بغية تدبير عملية استيعاب
معرفة معينة من لدن التلاميذ، إلى تدريس معرفة تقريبية إلى حد ما(مشوهة،غير
ملائمة)، تقتضي فعلا تصحيحا فيما بعد.
أفضى تحليل بروسو لهذا الجانب إلى تمييز
التعاقد الديداكتيكي بالمفارقات التالية:
- الوضعية الأولى : المدرس ينتظر من التلميذ
إنتاج إجابة غير متوفرة لديه سواء
لضعف الإمكانيات المعرفية أو العقلية مما سيجعل المدرس يقوم بنفسه بحل الوضعية
المشكل أي سيعطي الإجابات الصحيحة مما يتنافى و الشروط المناسبة للتعلم.
لضعف الإمكانيات المعرفية أو العقلية مما سيجعل المدرس يقوم بنفسه بحل الوضعية
المشكل أي سيعطي الإجابات الصحيحة مما يتنافى و الشروط المناسبة للتعلم.
- الوضعية التانية : عدم إدلاء المدرس بأي عنصر يتعلق بنشاط
حل مسألة أو تساؤل جديد فيه نوع من المجازفة تكمن في بقاء المسألة المطروحة غير مستساغة من طرف التلميذ مما يضطر المدرس إلى تدريس معرفة
تقريبية إلى حد أي أنها لا تعبرعن الواقع و بالتالي
تستلزم عملية التصحيح.
3- البعد الابستمولوجي للتعاقد
الديداكتيكي:
- يجسد التعاقد انعكاس للإبستمولوجيا المدرسية على مستوى الواقع العملي لأن خصوصيات المعرفة العالمة تصبح أحد مكونات المعرفة معدة للتدريس (تنظيم معين،تغييب بعض الأشياء،إضافة أشياء...).
- تسعى التوجهات الحالية للإبستمولوجيا والديداكتيك إلى الأخذ بعين الاعتبار تمثلات التلاميذ و بناء شبكة مفاهيمية تستخلص من تحليل معمق للمادة الدراسية.
- تقليص الفارق بين المعرفة العالمة و المعرفة المعدة للتدريس و توجيه التلاميذ نحو اكتساب متواصل لمنهجيات و محتويات مفاهيمية للمنهجيات العلمية.
4 - أهداف العقد الديداكتيكي:
تتجلى أهم أهداف العقد الديداكتيكي في ما يلي:
- فتح المجال أمام المتعلم للحوار وإبداء الرأي.
- وضوح العلاقة بين الأستاذ والمتعلم لأن المتعلم بات يرف ما له وما عليه.
- نقل المتعلم من موقع المتلقي والمشارك السلبي إلى المشارك الإيجابي والفعال في بناء الدرس والتحصيل وبالتالي إشراك المتعلم في العملية التعليمية التعلمية.
5- أطراف العقد الديداكتيكي:
- الأطراف الأساسيون:
- المدرس: وهو أستاذ المادة المدرسة.
- المتعلم.
- الأطراف غير المباشرة:
- مفتش المادة أو المستشار التربوي: ويمكنه أن يساعد المدرس في صياغة بنود العقد الديداكتيكي، كما يمكنه أن يتتبع عملية تنفيذه ويساعده في تقويمه.
- الأسرة: هي المساعد الأساسي والمعين الرئيسي للتلميذ حتى يؤدي واجباته المدرسية على أحسن وجه، إذ هي المؤسسة التربوية الأولى التي تؤثر إلى حد بعيد في تنشئة الأطفال وإعدادهم للتمدرس الناجح، كما تؤثر في سيرورتهم الدراسية والمهنية.
- الإدارة التربوية: وهي التي يجب أن توفر الظروف المناسبة لإنجاح العقد الديداكتيكي بين المدرس والمتعلم.
6- مراحل
العقد الديداكتيكي(Pelpel 1986):
يتم العقد الديداكتيكي عبر أربع مراحل وهي:
1- الإخبار:
- يكون مشتركا بين المتعاقدين متعلقا بالبرامج والأهداف ومدد الإنجاز والمعطيات المادية.
- الوظيفة البيداغوجية للمدرس تبقى أساسية وحاسمة خلال هذه المرحلة.
2- الالتزام:
- أي مساهمة كل طرف (المدرس و المتعلم) في التوقيع على العقد و الالتزام ببنوده
- عنصر المفاجأة أصبح أمرا غير مرغوب
فيه
أي خلل في الالتزام سيكون سلبيا على عملية
نقل المعرفة، فجدولة امتحان دون إعلام المتعلمين أمر غير مستساغ.
- وظيفة المدرس تتجلى في إقناع الجماعة الصفية بشكل سلس وممنهج وصريح بعيدا عن السلطوية والتحكم في المواقف التعلمية.
3- الضبط:
ويتعلق الأمر بتدبير سير الممارسة البيداغوجية ومراجعته من طرف المتعاقدين.
- اختيار أنسب الآليات التقويمية قصد معرفة مدى تحقق أهداف العقد.
جيد جدا
ردحذف